اللجنة



رواية اللجنة للكاتب : صنع الله ابراهيم.
الى حدود الصفحة 34 الكاتب يسرد وقائع مثوله امام اللجنة والمواقف الساخرة التي تعرض لها وهو ينتظر فدوم اعضائها وحتى بعد حضورهم ووقوفه امامهم للاجابة عن كل اسئلتهم اخذ يجيب عنها مستعرضا عضلاته في تمكنه من المعلومات ومسايرته للاحداث العالمية والمامه باسرار الاقتصاد العالمي من  خلال اسهابه في الحديث عن شركة المشروبات الغازية وخاصة منتوجها العالمي ورمزية هيمنته على الاسواق العالمية "مشروب كوكاكولا" وقد وقفت طويلا عند هده العبارة عندما كان يتحدث بطل الرواية عن مشروب كوكاكولا وقنينتها بالخصوص :
يقول السارد :" لن نجد ايها السادة بين كل ما ذكرت  شيئا تتجسد فيه حضارة هذا القرن ومنجزاته بل آفاقه مثل هذه الزجاجة الصغيرة الرشيقة التي يتسع است كل انسان لراسها الرفيعة .."
بعد نهاية مثوله امام اللجنة ، ظل ينتظر قرارها  مدة طويلة ، وفي غمرة الانتظار الطويل والياس الذي بدا يدب اليه تاتيه رسالة من اللجنة تطلب منه ان ينجز بحثا عن المع شخصية عربية معاصرة فوقع في حيرة من امره لان  اللجنة تركت الامر مبهما.. من اين سيبدا  ؟ عن اي شخصية سيتحدث  ، وفي اي مجال  ؟ ..وفي الاخير استقر رايه على انجاز البحث حول رجل مثير للاهتمام معروف باسم الدكتور ...
وبالفعل حاول جمع كم هائل من المعلومات حول هذه الشخصية ، بل سعى جاهدا لمقابلتها مباشرة وشخصيا ،وبحث في المكتبات عن المجلات والصحف التي كانت تكتب عن هذه الشخصية ، فاكتشف اسرارا غريبة ومعلومات خطيرة حاولت جهات عديدة طمسها والتستر عليها ..
اكتشف ان هذه الشخصية تقلبت في عدة وظائف ومنها الصحافة ثم تسلق حتى وصل الى هذه المرتبة التي يحتلها الان ، ومشوار هذا الرجل يلفه الكثير من الغموض . وله علاقات متشعبة مع رجال القرار والسياسة والتجار والفنانين وغيرهم ..
هذه المغامرة التي قرر البطل خوضها قادته الى نتائج مدهشة وغريبة ومشوقة في نفس الوقت ، بل اكثر من ذلك فتحت عينيه على امور كان لا يعيرها اي اهتمام وجعلته يقف طويلا عند احداث سياسية او اجتماعية وقعت في الماضي البعيد ولكنه يقراها كانها تحدث الان..
  ورغم العياء الذي كان يحس به وهو يتنقل هنا وهناك للبحث عن المعلومات وتحري الحقائق فقد كان يحس بان اللجنة اسدت اليه معروفا كبيرا  عندما كلفته بهذا البحث ، حيث اصبح الان يتوفر على معلومات كثيرة و قيمة وفي غاية الاهمية..
وهو مكب على اوراقه وترتيب المعلومات التي جمعها اذا به يفاجا باعضاء اللجنة ياتون عنده ويدخلون الى بيته ، وعندما اطلعوا على بعض الاوراق والملفات طلبوا منه ان يغير موضوع بحثه ورغم انه حاول اقناعهم باهمية البحث والوقت الذي استغرقه وقد قارب العام ، الا انهم اصروا على ان يغير موضوع بحثه وغادروا بيته وتركوا واحدا منهم معه لمراقبته...
ظل هذا المراقب معه يرافقه اينما حل وارتحل لا يسمح له بمغادرة شقته حتى يتخذ قراره الاخير في تغيير موضوع بحثه. بعد ذلك ينقلنا السارد الى مشهد اللجنة مرة اخرى والبطل ماثل امام اعضائها ، ولكن هذه المرة تحقق معه في الجريمة التي اقترفها عندما قام بقتل المراقب الذي كلف بحراسته في انتظار اتخاذه للقرار الاخير ..
حاول البطل ان ينفي عنه تهمة القتل وان  ذلك حدث صدفة ودفاعا عن نفسه ، فتطلب منه اللجنة  ان يعترف بجريمته ويقر باسماء الاشخاص الذين ساعدوه في ذلك .ثم بعد ذلك تحكم عليه اللجنة بان ياكل نفسه وهنا الطابع الغرائبي في الرواية 
Share:

علبة من الصفيح


مجموعة من القصص القصيرة الشيقة من تاليف الكاتب الكبير احسان عبد القدوس باسلوبه المتميز 
اليكم مقتطف من القصة الاولى بعنوان : " علبة من الصفيح الصديء"
(خرجت من القرية ولن اعود ..ولست حزينا ولا اسفا..بل بالعكس..اني احس براحة غريبة..واعصابي كما لم تهدا من قبل ، وابتسامة كبيرة تنطلق في صدري وتلقي بظلها على شفتي ..احس باحساس الاب الذي اكتشف فجاة ان ابنه قد كبر واصبح رجلا قويا ...)
مقتطف من القصة الثانية " كل هذا الحب ":
(متى رايتها لاول مرة ؟...لا ادري ولا ادري متى اكتشفت ان ما بيني وبينها هو الحب ..لقد فتحت عيني على الحياة وهي فيها ..تسكن في حينا ..حي حدائق القبة ..في نفس الشارع ..في البيت المجاور  والعائلتان تتزاوران ..وهي صديقة لاختي ..وكنت اكبرها بعامين ووجدت نفسي دائما معها ..منذ كنت تلميذا في روضة الاطفال...)
مقتطف من القصة الثالثة " الله الله يا ست" :
(بدا افراد الشلة يتوافدون على منزل السيد المهندس احمد برعي احد مديري العموم بوزارة الاشغال وقد تعودوا ان يجتمعوا في مثل هذا اليوم من كل شهر في منزل احدهم لسماع حفل السيدة ام كلثوم  المذاعة من الراديو ..
 وكان اول الوافدين السيد اسماعيل سكر مدير مكتب وزير الاوقاف والسيدة حرمه ، واستقبله محمد برعي فاتحا ذراعيه واحتضنه صائحا :
" ازيك يا ابو السباع ..وحشتنا..)
مقتطف من القصة الرابعة " المدرسة الحديثة " :
( انا رجل حرفتي الكلام ..لست محاميا ..لا ان المحامي يتحرك لسانه في افق ضيق محدود ومهما كان عبقريا فان عبقريته سجينة وراء قضبان من نصوص القوانين اما انا فلساني مطلق  وعبقريتي مطلقة ن اني اضع العالم كله على طرف لساني وعبقريتي تجوب السماء والارض بال حدود وبلا قوانين..بلا اي شيء ..ولست خطيبا..)
مقتطف من القصة الخامسة " غابة من السيقان "
(لم اكن ابدا هذا الانسان ، كنت دائما انسانا مثاليا ..ربما منذ ولدت وانا مثالي ، ولم اكن ادري اني مثالي لم ار صورة اخرى من صور الحياة حتى اقارن بينها وبين صورة حياتي ..)
ممقتطف من القصة السادسة " عبد الله وفاطمة"
(يا حضرات القضاة انا لا اطلب الرحمة ، انا اطلب العدل واذا كان هناك من يقول " الرحمة فوق العدل فاني اقول العدل فوق الرحمة " اني اتمسك بالعدل ، وارفض الرحمة ، ولا اريد ان اخاطب قلوبكم لابحث فيها عن الرحمة..)
مقتطف من القصة السابعة " كل هذا الجمال ":
(انا هذه السيدة التي يعرف كل الناس  انها ليست جميلة ، واقول ليست جميلة لاني لا استطيع ان اقول قبيحة او ذميمة او اي وصف اخر من هذه الاوصاف المباشرة القاسية التي يمكن ان يصفني بها الناس ..والناس تتساءل دائما كيف استطعت ان احتفظ بزوجي كل هذه السنين  برغم اني لست جميلة ..)
مقتطف من القصة  الثامنة " اكتشاف الالمنيوم "
(عاد جمعة عبد الصمد الى القرية وهو يرفل في جلباب حريري وفي قدميه حداء اصفر لامع ، وعلى راسه طاقية شبكية تميل فوق حاجبيه ويوسع في خطاه فيخشخش طرف جلبابه بين ساقيه وكانه يهمس اسكت ما سكتش  وفي دراعيه سبت كبير من الخوص محمل بالهدايامعظمها هدايا لخطيبته بهية ....)
مقتطف من القصة التاسعة "الهزيمة "
(احمد عزيزي رايتك امس ، بعد خمسة عشر عاما رايتك اتدري انك لم تكبر بشرتك السمراء المشدودة  انفك المستقيم الذي يحمل ملامح شخصيتك القوية عيناك الحادتان كانهما تلقيان في كل لفتة امرا عسكريا ..ابتسامتك الدائمة التي تشق خطا رفيعا بين شفتيك الغامقتين الممتلئتين...)
القصة العاشرة "لا تذبحوا الفراخ "
( لا تقتربوا مني انا مجنون وجنوني قاتل  ولكني اختلف عن بقية المجانين باني اعرف اني مجنون .واعرف بالضبط متى اصبت بالجنون ..انه جنون من النوع المتقطع ..فتارة تمر بي ثم افيق منها  واعود انسانا عاقلا يستطيع ان يناقش جنونه ويدرسه ويعرف اسبابه  ..)
القصة الحادية عشرة "صائد الغزال"
(ابني محمود في السابعة عشرة من عمره وبرغم ذلك فهو زير نساء دون خوان ..فالانتينو.عمر الشريف ..واراه كل يوم يقف امام المراة يسبسب شعره  ويستعرض عضلاته ..ويهندم ثيابه ويدق جرس التليفون ، واسمع صوت صبية صغيرة...)
القصة الثانية عشرة " القضية الاخيرة"
(كانت هوايتي منذ كنت طالبا في المدرسة الثانوية هي الخطابة وكتابة البحوث الاجتماعية والذي يهوى الخطابة نادراما يهوى كتابة البحوث ،فالخطابة مواجهة الجماهير وكتابة البحث تتطلب العزلة عن الجماهير..)
القصة الثالثة عشرة " الحب والعدالة "
(ياحضرة القاضي ارجوك دعني اتكلم ..اني لا استطيع ان احتمل كل هذا الكلام الذي يقال هنا ..سواء الكلام الذي يقوله الدفاع او كلام ممثل النيابة ..انهم يتكلمون على اساس انني ارتكبت جريمة...)
القصة الرابعة عشرة "وسام للمتهم "
(ياسيادة القاضي ثق اني حائر ..والمحامي غالبا لا يحتار في موقفه فهو دائما يقف بجانب المتهم الذي قبل ان يدافع عنه  ، وانا الان واقف بجانب اربعة من المتهمين الشبان...)
القصة الخامسة عشرة " غلط حبيبي "
(ليس الذنب ذنبي مؤكد ان ليس لي ذنب في كل ما حدث ..لا يستطيع احد ان يلومني . ولا مصطفى .لقد احببت مصطفى وانا اعرف كل ما يمكن ان احتمله في سبيل هذا الحب..)
القصة السادسة عشرة "العقل الكبير"


Share:

الحرافيش



تعتبررواية الحرافيش أحد اهم اعمال الأديب المصرى "نجيب محفوظ صدرت  عام 1977 وتحكى عن عشرة قصص لأجيال عائلة مصرية سكنت داخل حارة مصرية وهى غير محددة الزمان ولا المكان بدقة وقيل انها بمنطقة الحسين فى بداية فترة الأسرة العلوية بمصر وكانت الحرافيش ولا تزال مادة رائعة للسينما والتلفزيون المصري حيث تمثلت في أكثر من فيلم سينمائي منها الحرافيش والمطارد وشهد الملكة والجوع والتوت والنبوت الجانب مسلسل الحرافيش في اجزائة الثلاثة وتحكي الرواية عن  فلسفة الحكم وتعاقب الحكام ودور الشعوب.
كما لم تبتعد رواية الحرافيش كثيرا عن فلسفة الوجودية التي امن بها  نجيب محفوظ  وبرزت افكارها في الكثير من رواياته رغم اكتسائها الطابع الاجتماعي(احدي الشخصيات تنشد الخلود بعد قهر الموت المفاجئ لها.... وسلوكيات أخرى في نفس الاتجاه). تتشعب احداث وشخصيات رواية الحرافيش في ذهن القارئ كما في قلم الكاتب لتزرع افكارا عديدة وتصب في فكرة تواتر الاجيال وضياع الاصول من جيل إلي اخر واندساس العروق. يحضر الدين أيضا في رواية الحرافيش كالروح التي لا يستطيع الإنسان إخراجها من بدنه رغم التمرد عليها.. هي رواية تحتوي كل الحياة تكتسي كل الطوابع وتسرد جل القيم بسخاء. و تزخر  الرواية بأبيات من الشعر الفارسي التي أستخدمها الكاتب كرمز للمجهول الذي تهيم به أرواح البشر...وتتوالي قصص الرواية كاغنية رائعة تختلط بها القوة والضعف...الخير والشر...الأمل واليأس..
Share:

السمان والخريف



رواية مشهوة للروائي والاديب الكبيير "نجيب محفوظ" رواية مشوقة تحكي عن  ابرزشخصياتها "عيسى"  وهو من مخلفات نظام الحكم في مصر ولكن بعد التغيير الذي عرفته البلاد اصبح يرى نفسه يعيش في وسط لم يعد يهمه في شيء ، كما يصور مشاعره بالذنب والندم على ما اقترفته يداه في حق المعتقلين..
وقد حولت هذه الرواية الى شريط سينمائي ، وادى دور "عيسى الدباغ " الممثل القدير "محمود مرسي " الى جانب " عبد الله غيث " و" عادل ادهم " ومجموعة من المع الممثلين المصريين ، الفيلم من اخراج "حسام الدين مصطفى"
وهذا مقتطف من الرواية :
"اقترب في خطوات قوية رشيقة تلمع في عينيه نظرة جريئة نافذة. التقت عيناهما وهو يدخل المحل فحدجه القادم بنظرة قوية أدرك منها أنه تذكره ثم حول عنه وجهه المستطيل المتناسق وهو يكاد يبتسم ثم مضى نحو ركن عصير الفاكهة

هو هو دون غيره، أيام الحرب الكالحة، ليلة قبض على الشاب فشهد هو التحقيق معه، بصفته الرسمية والحزبية، حتى مطلع الفجر. وكان الشاب جريئاً وعنيفاً ولم ينته التحقيق معه إلى إدانة ولكنه أُرسل إلى المعتقل ولبث فيه حتى إقالة الوزارة

ترى ماذا يفعل الآن؟ وهل يحظى في العهد الجديد بمنزلة سامية؟ أم لا يزال ثائراً؟ ولِمَ ابتسم؟ من المؤكد أنه تذكّره فهل يتوقّع من ناحيته مفاجأة سيئة؟ وقرّر أن يطرده عن خاطره ولكنه التفت نحو ركن الفاكهة بدافع لم يستطع مقاومته فرآه واقفاً متجهاً إلى داخل المحل قابضة يمناه على كوب من عصير المانجو، ويرنو إليه بنظرة استطلاع وتأمل وفي عينيه شبه ابتسامة ساخرة. وأعاد رأسه إلى الخارج وهو من الضيق في غاية، وكأن في الماضي من خلال هذه النظرة يطارده.
وما لبث أن قام ثم غادر المحل ماضياً إلى الكورنيش رأساً. ولم يخطر له أن يعود إلى البيت، بل دخيل إليه أنه لم يعد له بيت على الإطلاق، ومال بعد مشية غير قصيرة إلى الميدان ثم جلس على أريكة تحت تمثال "سعد زغلول"...


على الرغم من تقادم الذين على روايته "السمّان والخريف" إلا أن نجيب محفوظ ما زال يُقرأ بشغف، وما زال عمله الروائي ذاك يجد مساحة واسعة إن بالنسبة لمتعة القراءة أو للتحليل النفسي أو للأسلوب الأدبي الروائي الرائع، ناهيك عن تحوّل روايته تلك إلى عمل درامي سينمائي لاقى من النجاح مالاقى. لن يقف الزمن حجر عثرة بين القارئ وبين هذا العمل الروائي إن من حيث الموضوع أو من حيث المعالجة أو من حيث الأسلوب، فمن خلال أسلوبه الشيق، السهل الممتنع،
يمتع نجيب محفوظ القارئ بموضوع هو إلى حد ما تاريخي سياسي اجتماعي شيّق تتداخل في ثناياه وقائع حياتية ما زال إنسان هذا العصر يعايشها ويتعايش معها بكل دقائقها..



Share:

مغامرات سيف بن ذي يزن



سيرة ذاتية لسيف بن ذي يزن للكاتب فاروق خورشيد،  كتاب شيق يحكي عن مغامرات هذا الملك في رحلته الى جزيرة الواقواق،لانقاذ زوجته "منية النفوس" وابنه "مصر" رحلة مليئة بالاحداث العجيبة والغريبة وصراع الملك مع عبدة النار وطبعا هذه الحكاية الطويلة تبدا ببداية كلها اثارة وتشويق وتنتهي نهاية سعيدة ، حيث ينتصر الملك ويتغلب على اعدائه ثم يعود الى بلاه غانما سالما..
كتاب يقع في 404 صفحة للكاتب "فاروق خورشيد" صاد رعن دار الشروق الطبعة الاولى 1992.
يعتبر بعض النقاد والدارسين ان السير الشعبية مثل سيرة سيف بن ذي يزن هي البدايات التي مهدت لظهور جنس الرواية العربية ، وتعكس بعض الجوانب من شخصية الانسان العربي واماله وتطلعاته ...

من كان يتتبع للحلقات الاذاعية التي كانت تذاع في الراديو في اواخر الستينيات وبداية السبعينيات لاشك انه يتذكر هذه الاسماء وهي اسماء لابطال وشخصيات السيرة : " عاقصة - عيروض - برنوخ - سعدون الزنجي - سقرديوس وسقرديون ...وغيرهم ولعل هذا الجيل يحن الى هذه السيرة . كتاب انصح بقراءته. قراءة ممتعة.
Share:

ذكريات محكوم عليه بالاعدام



ذكريات محكوم عليه بالاعدام رواية للكاتب "عادل الجندي" تقع في 349 صفحة 

يبدأ الفصل الاول بدخول مامور السجن الى زنزانة "خالد" ليجده غارقا في بكائه ، فيستفسره المامور عن سبب بكائه هل هو الخوف من الموت ؟ فيخبره بانه مستعد للموت وهو يبكي لانه مظلوم وخدعته احلامه وهو ضحية افكاره الطوباوية..
في انتظار اعدامه يتامل بطل الرواية في جدران الزنزانة مستحضرا مجموعة من الذكريات يتذكر احد  المسجونين وهو شاب ربطته علاقة صداقة معه شاب من اسرة فقيرة حكى له جميع تفاصيل حياته وكيف انه كان ضحية امسكت به الشرطة اثناء مظاهرة طلابية  وهو في طريقه الى الجامعة كان شابا طموحا يدرس ويعمل في نفس الوقت ليعيل اخوانه وامه بعد موت والده ولما دخل الى السجن حوله الى هيكل عظمي وانطفات جدوة حماسه وشبابه ...
يقول "خالد" بطل الرواية  مخاطبا الزنزانة : (...كم من مظلوم زجوا به في احشائك من حيث لا يدري ولا يحتسب وجد نفسه مطروحا على عتبة بابك في غير شيء فعله ،فاتاك مثقلا بالاحزان مما فات به ، محملا بالهموم مما هو مقبل عليه ،ودموع المظلوم المحرقة في عينيه الحزينتين وسحابة الهوان على جبينه يقراها كل عالم وجاهل ، فأغضيت عنها طرفك ، وكأنك لا تريدين الاعتراف بمشاركتك اياهم في الظلم الذي أصبح لهم عادة وسجية أو كأنك ترفضين أن تطلعي على ظلمه حتى لا تشعري بتأنيب ضمير ، أو شعور بذنب ،أو مواقعة جرم ، ولسان حالك :
  هنا يتساوى الظالم والمظلوم ، والمستأجر والمأجور ، وما أنا الا كالدرة في يد الجلاد ، او السيف في يد مقيم الحدود ، ليس لي في الامر شيء ، بل ما أنا الا كالبحر يرمى فيه الرجل مكتوف اليدين والرجلين فيلقى فيه حتفه وعند الله تجتمع الخصوم ، ويقتص من الظالم والمظلوم...
بعد هذا اللوم والعتاب يطلب البطل من الزنزانة ان تسامحه ، ويجول ببصره في جدرانها ، وكانه ينظر اليها اخر مرة لانه عما قريب سيغادرها لان له موعدا مع الموت ..في الهزيع من الليل ، وفي انتظار اولى تباشير الصبح حيث سينفد فيه حكم الاعدام ، اشعل البطل السجين شمعة ووضع راسه بين رجليه وراح يسبح في بحر من الذكريات وهو يتجرع مرارة تنكر الاصدقاء له وعدم السؤال عنه وتفقد احواله في السجن ..
وهو يسبح في بحر الذكريات ، يلوح له البيت الذي ترعرع فيه وقضى فيه صباه وطفولته ويتذكر تضاريس هذا البيت وغرفه المتواضعة هذا البيت الذي يوجد في الباطنية المزدحمة وتحضره صورة جامع الازهر ومسجد الحسين والايام الجميلة التي قضاها هناك وخاصة في شهر رمضان..ويتذكر والده الذي توفي وتركه وهو يبلغ من العمر سنتين تركه يتجرع مرارة اليتم وذلته. الى جانب مرارة البؤس والفقر ، مع اخيه منصور واخته زينب المعاقة ، ويتذكر ايام دراسته وتفوقه فيها وميله الى الوحدة والعزلة واتقانه لفن الخطابة رغم ذلك..
كما يتذكر استاذ اللغة العربية الذي اسهب في وصفه واطرائه والاعتراف بفضله لانه كان له الفضل الكبير في تشجيعه على الدراسة والاجتهاد في طلب العلم ، كما ساعده في بعض الاحيان ببعض المال الى جانب العطف والحنان الذي حرم منه يوم مات والده وتركه فريسة للفقر والحرمان مع والدته التي لم تدخر جهدا في اعالة ابنائها والسهر على دراستهم وتعليمهم والانفاق عليهم ببعض ما تجنيه من مال من خياطة الملابس...
في الفصل الثاني يواصل صديقنا المسكين بطل الرواية غوصه في بحر الذكريات  وهو قابع في زنزانته ،حيث يسترجع صورة اخيه منصور الاكبرمنه وكيف انه ضحى بوقته ولم يكمل تعليمه ليتفرغ  للعمل في ورشة النجارة ليساعد والدته على تحمل اعباء الحياة ،ثم يتذكر قصة زواجه بالمراة التي اختارتها له والدته التي كانت معترضة على التحاقه بكلية الشرطة التي كان يحلم بالانضمام اليها لا لشيء الا لان الكلية لن تقبله والسبب في ذلك هو والده الذي مات وهو طفل صغير ..
نعم والده هوالسبب كما اخبرته امه بذلك ، وهذا كان سرا اخفته عنهم جميعا ولكن حان الوقت لتبوح بهذا السر ، والده لم يمت كما اخبرتهم بذلك اثر حادثة سير ، ولكنه انتحر وهو في السجن الذي دخل اليه وحكم عليه بالمؤبد ، لانه قتل ابنة احد الاغنياء كان يعمل عنده حارسا لبيته الفخم عندما ضبطته متلبسا بسرقة مال والدها ، فحاول اسكاتها لكي لا يفتضح امره وكتم انفاسها ..
كان هذا هوالسر الذي اخفته الام عن اولادها كل هذه السنين وكان هذا هو السبب في اعتراضها على التحاق خالد بكلية الشرطة الذي لم يزده ذلك الا انطواء على نفسه وضاعف احزانه وهمومه.....
 في الفصل الثالث يتذكر مرة اخرى بطل الرواية استاذ اللغة العربية الذي لا يدري لماذا تحضرصورته وذكراه من حين الى اخر فهو متاثر به كثيرا ، ثم يتذكر القصة التي حكاها له استاذه وكان هو احد ابطالها ، ويتذكر الفتاة الجميلة التي صادفها في الحديقة التي كان يحلو له ان ياتي اليها ليطالع فيها كتابا اوقصة ، هذه الفتاة الجامعية اكتشف بانها مثقفة ومتحررة وتعشق مطالعة الكتب الادبية مثله ، فانجدب اليها ومال قلبه اليها ، وظن بانه وقع في غرامها ، وكانت بمثابة النافذة التي هبت منها نسائم الابتهاج بالحياة لولا مشهد اخته "زينب" المعاقة والذي كان يحزنه وضعها كونها لا تستطيع الجلوس وتتلعثم في كلامها...
الفصل الرابع ، يتذكر البطل لوعة الحب التي عانى منها عندما اخذ يتردد على الحديقة التي التقى فيها الفتاة الجميلة لعله يراها مرة اخرى وتقابلا على موعد ظن انها اخلفته وقبل ذلك يخبرنا بازدياد مولود لاخيه منصور..التقى اخيرا بمحبوبته التي سبق ان تعرف عليها وضرب معها موعدا في يوم محدد وظل ينتظر ذلك اليوم ممنيا النفس  برؤيتها والجلوس معها ليبوح لها بحبه وغرامه ، لكنها لم تات ، وظل يتررد على الحديقة لعله يلتقي بها مرة اخرى وقد بدا الشك يساوره في انها ربما تخلت عنه لكنه يلتقي بها مرة اخرى فى الحديقة ، فيسارع الى عتابها ، ويبوح لها بحبه مما جعلها تشعر  بالخجل فتعبر له هي ايضا عن حبها...
الفصل الخامس ، لا زال البطل يعصر ذاكرته ويستقطر منها ذكرى تلو ذكرى ، في هذه  المرة يحدثنا عن تخرجه من الجامعة وظل يبحث عن عمل او وظيفة لكنه لم يجد امامه سوى مقهى عمل فيها نادلا لكنه سرعان ما غادرها بعدما استغنى عنه صاحبها ،وقد تضاعفت احزانه عندما تخلى عنه صديقه الوحيد محمود بسبب شكه في خيانته له مع خطيبته التي فسخ خطبتها بعد ذلك . ولم يجد عزاءه الا في حبيبته "فاتن" التي كان يلتقي بها في الحديقة ، ويقضي معها امتع الاوقات في مناقشة كتاب او موضوع .
  وكم كانت سعادته كبيرة عندما اطلعها على روايته الاولى التي كتبها ولم يجد المال لنشرها وتنبات له بمسقبل كبير في عالم الكتابة والرواية ..ثم يتذكر الفاجعة التي حلت باسرته عندما اشتد المرض بوالدته حتى اسلمت روحها وماتت وتركت اولادها يعصرهم الحزن والهم..واوصت خالد بان يعتني باخته المعاقة "زينب"...
الفصل السادس ،يتذكر البطل السجين الذي ينتظره الموت في الجانب الاخر سفره على متن الباخرة الى السعودية من اجل العمل ، وتعرفه على احد المهاجرين من بلدته يعمل  مزارعا في السعودية ، وهواجس الموت التي انتابته وهو على متن الباخرة ، والرسالة التي قراها وقد كتبتها حبيبته ووضعتها داخل كتاب ، وطلبت منه الا يفتح الكتاب الا بعدما يصعد الى الباخرة ، ولما قراها وجدها تقطر حبا وغراما واعجابا ودعاء بالتوفيق والرجوع بالسلامة للاجتماع به مرة اخرى مما خفف عنه وسري عنه...
الفصل السابع ،ستحدث للبطل عدة مشاكل وهو في السعودية حيث المعاناة ولفقت له تهمة السرقة من طرف بعض العمال  الذين كان يسكن معهم في غرفة واحدة ولم ينقذه من هذه الورطة الا ذلك الصديق الذي تعرف عليه وهو على متن الباخرة واسمه" اسماعيل" حيث ساعده في ايجاد عمل معه في المزرعة التي يشتغل فيها ...وماكاد يشرع في العمل حتى جاءه نبا موت اخته "زينب" الذي نزل عليه كالصاعقة ، لانه كان يحبها كثيرا وتذكر وصية والدته بشانها ، مما جعله يقع فريسة للندم والحسرة والحزن .وكانه هو المسؤول عن موتها الذي كان بسبب سقوطها واصابتها بنزيف في دماغها...
  تحسنت احواله بعض الشيء بعد عمله في المزرعة ، وتلقيه لعلاوة شهرية مقابل مساعدته لابناء صاحب المزعة في دراستهم ومراجعة الدروس معهم "دروس خصوصية"..في اتصال مع خطيبته اخبرته بان الخطاب يتوافدون على بيتها وان عليه الاسراع بالتقدم لطلب يدها والا ستضيع منه ، فكلف اخاه منصور ليخطبها له من والدها قبل فوات الاوان، وقد فعل ...
الفصل الثامن ،يعود خالد الى بلده مصر بعد ان قضى 13 شهرا في السعودية ، جمع خلالها قدرا من المال لاباس به ، عاد وهو محمل بالهدايا لخطيبته واخيه ..هاتف حبيبته بعد زيارة قبري امه واخته ، لكن خطيبته صدمته عندما اخبرته برفض والدها له لم يرض ان يكون  زوجها له سوابق في السرقة  ، لقد رفض ان يزفها له ورضي ان يزوجها لصديقه الوحيد "محمود" ؟ فكان وقع الصدمة شديدا على خالد ..
الفصل التاسع ، يعلم البطل خالد ان من كان وراء تخلي صديقه محمود عن خطيبته هدير هي زوجة اخيه منصور، فقرر محمود ان ينتقم من خالد ويتزوج حبيبته فاتن وهو الذي دبر له مكيدة السرقة عندما كان في ارض الغربة ،ورغم ذلك لبى دعوته وحضر ليلة زفافه ليشاركه فرحته وشماتته في نفس الوقت...
  الفصل العاشر، في هذا الفصل الاخير يسدل الراوي الستار على احداث الرواية ويختمها بمشهد ماساوي حيث يقدم خالد على قتل زوجة اخيه عندما ضبطها نائمة مع احد الرجال في الفراش وسلم نفسه للشرطة ويزج به في السجن الذي قضى فيه عاما في انتظار الحكم عليه بالاعدام الذي نفد فيه بعد رحلة قام بها في ذكرياته ...وفجاة اذ بباب الزنزانة يفتح ويدخل عليه السجان ليقول له :
  "هيا ياخالد اليوم سيطبق عليك حكم الاعدام ...""

Share:

التسميات