رواية اللجنة للكاتب : صنع الله ابراهيم.
الى حدود الصفحة 34 الكاتب يسرد وقائع مثوله امام اللجنة والمواقف الساخرة
التي تعرض لها وهو ينتظر فدوم اعضائها وحتى بعد حضورهم ووقوفه امامهم للاجابة عن
كل اسئلتهم اخذ يجيب عنها مستعرضا عضلاته في تمكنه من المعلومات ومسايرته للاحداث
العالمية والمامه باسرار الاقتصاد العالمي من خلال اسهابه في الحديث عن شركة المشروبات
الغازية وخاصة منتوجها العالمي ورمزية هيمنته على الاسواق العالمية "مشروب
كوكاكولا" وقد وقفت طويلا عند هده العبارة عندما كان يتحدث بطل الرواية عن
مشروب كوكاكولا وقنينتها بالخصوص :
يقول السارد :" لن نجد ايها السادة بين كل ما ذكرت شيئا تتجسد فيه حضارة هذا القرن ومنجزاته بل
آفاقه مثل هذه الزجاجة الصغيرة الرشيقة التي يتسع است كل انسان لراسها الرفيعة
.."
بعد نهاية مثوله امام اللجنة ، ظل ينتظر قرارها مدة طويلة ، وفي غمرة الانتظار الطويل والياس
الذي بدا يدب اليه تاتيه رسالة من اللجنة تطلب منه ان ينجز بحثا عن المع شخصية
عربية معاصرة فوقع في حيرة من امره لان اللجنة تركت الامر مبهما.. من اين سيبدا ؟ عن اي شخصية سيتحدث ، وفي اي مجال ؟ ..وفي الاخير استقر رايه على انجاز البحث حول
رجل مثير للاهتمام معروف باسم الدكتور ...
وبالفعل حاول جمع كم هائل من المعلومات حول هذه الشخصية ، بل سعى جاهدا
لمقابلتها مباشرة وشخصيا ،وبحث في المكتبات عن المجلات والصحف التي كانت تكتب عن
هذه الشخصية ، فاكتشف اسرارا غريبة ومعلومات خطيرة حاولت جهات عديدة طمسها والتستر
عليها ..
اكتشف ان هذه الشخصية تقلبت في عدة وظائف ومنها الصحافة ثم تسلق حتى وصل
الى هذه المرتبة التي يحتلها الان ، ومشوار هذا الرجل يلفه الكثير من الغموض . وله
علاقات متشعبة مع رجال القرار والسياسة والتجار والفنانين وغيرهم ..
هذه المغامرة التي قرر البطل خوضها قادته الى نتائج مدهشة وغريبة ومشوقة في
نفس الوقت ، بل اكثر من ذلك فتحت عينيه على امور كان لا يعيرها اي اهتمام وجعلته
يقف طويلا عند احداث سياسية او اجتماعية وقعت في الماضي البعيد ولكنه يقراها كانها
تحدث الان..
ورغم العياء الذي كان يحس به وهو
يتنقل هنا وهناك للبحث عن المعلومات وتحري الحقائق فقد كان يحس بان اللجنة اسدت
اليه معروفا كبيرا عندما كلفته بهذا البحث
، حيث اصبح الان يتوفر على معلومات كثيرة و قيمة وفي غاية الاهمية..
وهو مكب على اوراقه وترتيب المعلومات التي جمعها اذا به يفاجا باعضاء
اللجنة ياتون عنده ويدخلون الى بيته ، وعندما اطلعوا على بعض الاوراق والملفات طلبوا
منه ان يغير موضوع بحثه ورغم انه حاول اقناعهم باهمية البحث والوقت الذي استغرقه
وقد قارب العام ، الا انهم اصروا على ان يغير موضوع بحثه وغادروا بيته وتركوا واحدا
منهم معه لمراقبته...
ظل هذا المراقب معه يرافقه اينما حل وارتحل لا يسمح له بمغادرة شقته حتى
يتخذ قراره الاخير في تغيير موضوع بحثه. بعد ذلك ينقلنا السارد الى مشهد اللجنة
مرة اخرى والبطل ماثل امام اعضائها ، ولكن هذه المرة تحقق معه في الجريمة التي
اقترفها عندما قام بقتل المراقب الذي كلف بحراسته في انتظار اتخاذه للقرار الاخير
..
حاول البطل ان ينفي عنه تهمة القتل وان ذلك حدث صدفة ودفاعا عن نفسه ، فتطلب منه
اللجنة ان يعترف بجريمته ويقر باسماء الاشخاص
الذين ساعدوه في ذلك .ثم بعد ذلك تحكم عليه اللجنة بان ياكل نفسه وهنا الطابع
الغرائبي في الرواية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق