ذكريات محكوم عليه بالاعدام



ذكريات محكوم عليه بالاعدام رواية للكاتب "عادل الجندي" تقع في 349 صفحة 

يبدأ الفصل الاول بدخول مامور السجن الى زنزانة "خالد" ليجده غارقا في بكائه ، فيستفسره المامور عن سبب بكائه هل هو الخوف من الموت ؟ فيخبره بانه مستعد للموت وهو يبكي لانه مظلوم وخدعته احلامه وهو ضحية افكاره الطوباوية..
في انتظار اعدامه يتامل بطل الرواية في جدران الزنزانة مستحضرا مجموعة من الذكريات يتذكر احد  المسجونين وهو شاب ربطته علاقة صداقة معه شاب من اسرة فقيرة حكى له جميع تفاصيل حياته وكيف انه كان ضحية امسكت به الشرطة اثناء مظاهرة طلابية  وهو في طريقه الى الجامعة كان شابا طموحا يدرس ويعمل في نفس الوقت ليعيل اخوانه وامه بعد موت والده ولما دخل الى السجن حوله الى هيكل عظمي وانطفات جدوة حماسه وشبابه ...
يقول "خالد" بطل الرواية  مخاطبا الزنزانة : (...كم من مظلوم زجوا به في احشائك من حيث لا يدري ولا يحتسب وجد نفسه مطروحا على عتبة بابك في غير شيء فعله ،فاتاك مثقلا بالاحزان مما فات به ، محملا بالهموم مما هو مقبل عليه ،ودموع المظلوم المحرقة في عينيه الحزينتين وسحابة الهوان على جبينه يقراها كل عالم وجاهل ، فأغضيت عنها طرفك ، وكأنك لا تريدين الاعتراف بمشاركتك اياهم في الظلم الذي أصبح لهم عادة وسجية أو كأنك ترفضين أن تطلعي على ظلمه حتى لا تشعري بتأنيب ضمير ، أو شعور بذنب ،أو مواقعة جرم ، ولسان حالك :
  هنا يتساوى الظالم والمظلوم ، والمستأجر والمأجور ، وما أنا الا كالدرة في يد الجلاد ، او السيف في يد مقيم الحدود ، ليس لي في الامر شيء ، بل ما أنا الا كالبحر يرمى فيه الرجل مكتوف اليدين والرجلين فيلقى فيه حتفه وعند الله تجتمع الخصوم ، ويقتص من الظالم والمظلوم...
بعد هذا اللوم والعتاب يطلب البطل من الزنزانة ان تسامحه ، ويجول ببصره في جدرانها ، وكانه ينظر اليها اخر مرة لانه عما قريب سيغادرها لان له موعدا مع الموت ..في الهزيع من الليل ، وفي انتظار اولى تباشير الصبح حيث سينفد فيه حكم الاعدام ، اشعل البطل السجين شمعة ووضع راسه بين رجليه وراح يسبح في بحر من الذكريات وهو يتجرع مرارة تنكر الاصدقاء له وعدم السؤال عنه وتفقد احواله في السجن ..
وهو يسبح في بحر الذكريات ، يلوح له البيت الذي ترعرع فيه وقضى فيه صباه وطفولته ويتذكر تضاريس هذا البيت وغرفه المتواضعة هذا البيت الذي يوجد في الباطنية المزدحمة وتحضره صورة جامع الازهر ومسجد الحسين والايام الجميلة التي قضاها هناك وخاصة في شهر رمضان..ويتذكر والده الذي توفي وتركه وهو يبلغ من العمر سنتين تركه يتجرع مرارة اليتم وذلته. الى جانب مرارة البؤس والفقر ، مع اخيه منصور واخته زينب المعاقة ، ويتذكر ايام دراسته وتفوقه فيها وميله الى الوحدة والعزلة واتقانه لفن الخطابة رغم ذلك..
كما يتذكر استاذ اللغة العربية الذي اسهب في وصفه واطرائه والاعتراف بفضله لانه كان له الفضل الكبير في تشجيعه على الدراسة والاجتهاد في طلب العلم ، كما ساعده في بعض الاحيان ببعض المال الى جانب العطف والحنان الذي حرم منه يوم مات والده وتركه فريسة للفقر والحرمان مع والدته التي لم تدخر جهدا في اعالة ابنائها والسهر على دراستهم وتعليمهم والانفاق عليهم ببعض ما تجنيه من مال من خياطة الملابس...
في الفصل الثاني يواصل صديقنا المسكين بطل الرواية غوصه في بحر الذكريات  وهو قابع في زنزانته ،حيث يسترجع صورة اخيه منصور الاكبرمنه وكيف انه ضحى بوقته ولم يكمل تعليمه ليتفرغ  للعمل في ورشة النجارة ليساعد والدته على تحمل اعباء الحياة ،ثم يتذكر قصة زواجه بالمراة التي اختارتها له والدته التي كانت معترضة على التحاقه بكلية الشرطة التي كان يحلم بالانضمام اليها لا لشيء الا لان الكلية لن تقبله والسبب في ذلك هو والده الذي مات وهو طفل صغير ..
نعم والده هوالسبب كما اخبرته امه بذلك ، وهذا كان سرا اخفته عنهم جميعا ولكن حان الوقت لتبوح بهذا السر ، والده لم يمت كما اخبرتهم بذلك اثر حادثة سير ، ولكنه انتحر وهو في السجن الذي دخل اليه وحكم عليه بالمؤبد ، لانه قتل ابنة احد الاغنياء كان يعمل عنده حارسا لبيته الفخم عندما ضبطته متلبسا بسرقة مال والدها ، فحاول اسكاتها لكي لا يفتضح امره وكتم انفاسها ..
كان هذا هوالسر الذي اخفته الام عن اولادها كل هذه السنين وكان هذا هو السبب في اعتراضها على التحاق خالد بكلية الشرطة الذي لم يزده ذلك الا انطواء على نفسه وضاعف احزانه وهمومه.....
 في الفصل الثالث يتذكر مرة اخرى بطل الرواية استاذ اللغة العربية الذي لا يدري لماذا تحضرصورته وذكراه من حين الى اخر فهو متاثر به كثيرا ، ثم يتذكر القصة التي حكاها له استاذه وكان هو احد ابطالها ، ويتذكر الفتاة الجميلة التي صادفها في الحديقة التي كان يحلو له ان ياتي اليها ليطالع فيها كتابا اوقصة ، هذه الفتاة الجامعية اكتشف بانها مثقفة ومتحررة وتعشق مطالعة الكتب الادبية مثله ، فانجدب اليها ومال قلبه اليها ، وظن بانه وقع في غرامها ، وكانت بمثابة النافذة التي هبت منها نسائم الابتهاج بالحياة لولا مشهد اخته "زينب" المعاقة والذي كان يحزنه وضعها كونها لا تستطيع الجلوس وتتلعثم في كلامها...
الفصل الرابع ، يتذكر البطل لوعة الحب التي عانى منها عندما اخذ يتردد على الحديقة التي التقى فيها الفتاة الجميلة لعله يراها مرة اخرى وتقابلا على موعد ظن انها اخلفته وقبل ذلك يخبرنا بازدياد مولود لاخيه منصور..التقى اخيرا بمحبوبته التي سبق ان تعرف عليها وضرب معها موعدا في يوم محدد وظل ينتظر ذلك اليوم ممنيا النفس  برؤيتها والجلوس معها ليبوح لها بحبه وغرامه ، لكنها لم تات ، وظل يتررد على الحديقة لعله يلتقي بها مرة اخرى وقد بدا الشك يساوره في انها ربما تخلت عنه لكنه يلتقي بها مرة اخرى فى الحديقة ، فيسارع الى عتابها ، ويبوح لها بحبه مما جعلها تشعر  بالخجل فتعبر له هي ايضا عن حبها...
الفصل الخامس ، لا زال البطل يعصر ذاكرته ويستقطر منها ذكرى تلو ذكرى ، في هذه  المرة يحدثنا عن تخرجه من الجامعة وظل يبحث عن عمل او وظيفة لكنه لم يجد امامه سوى مقهى عمل فيها نادلا لكنه سرعان ما غادرها بعدما استغنى عنه صاحبها ،وقد تضاعفت احزانه عندما تخلى عنه صديقه الوحيد محمود بسبب شكه في خيانته له مع خطيبته التي فسخ خطبتها بعد ذلك . ولم يجد عزاءه الا في حبيبته "فاتن" التي كان يلتقي بها في الحديقة ، ويقضي معها امتع الاوقات في مناقشة كتاب او موضوع .
  وكم كانت سعادته كبيرة عندما اطلعها على روايته الاولى التي كتبها ولم يجد المال لنشرها وتنبات له بمسقبل كبير في عالم الكتابة والرواية ..ثم يتذكر الفاجعة التي حلت باسرته عندما اشتد المرض بوالدته حتى اسلمت روحها وماتت وتركت اولادها يعصرهم الحزن والهم..واوصت خالد بان يعتني باخته المعاقة "زينب"...
الفصل السادس ،يتذكر البطل السجين الذي ينتظره الموت في الجانب الاخر سفره على متن الباخرة الى السعودية من اجل العمل ، وتعرفه على احد المهاجرين من بلدته يعمل  مزارعا في السعودية ، وهواجس الموت التي انتابته وهو على متن الباخرة ، والرسالة التي قراها وقد كتبتها حبيبته ووضعتها داخل كتاب ، وطلبت منه الا يفتح الكتاب الا بعدما يصعد الى الباخرة ، ولما قراها وجدها تقطر حبا وغراما واعجابا ودعاء بالتوفيق والرجوع بالسلامة للاجتماع به مرة اخرى مما خفف عنه وسري عنه...
الفصل السابع ،ستحدث للبطل عدة مشاكل وهو في السعودية حيث المعاناة ولفقت له تهمة السرقة من طرف بعض العمال  الذين كان يسكن معهم في غرفة واحدة ولم ينقذه من هذه الورطة الا ذلك الصديق الذي تعرف عليه وهو على متن الباخرة واسمه" اسماعيل" حيث ساعده في ايجاد عمل معه في المزرعة التي يشتغل فيها ...وماكاد يشرع في العمل حتى جاءه نبا موت اخته "زينب" الذي نزل عليه كالصاعقة ، لانه كان يحبها كثيرا وتذكر وصية والدته بشانها ، مما جعله يقع فريسة للندم والحسرة والحزن .وكانه هو المسؤول عن موتها الذي كان بسبب سقوطها واصابتها بنزيف في دماغها...
  تحسنت احواله بعض الشيء بعد عمله في المزرعة ، وتلقيه لعلاوة شهرية مقابل مساعدته لابناء صاحب المزعة في دراستهم ومراجعة الدروس معهم "دروس خصوصية"..في اتصال مع خطيبته اخبرته بان الخطاب يتوافدون على بيتها وان عليه الاسراع بالتقدم لطلب يدها والا ستضيع منه ، فكلف اخاه منصور ليخطبها له من والدها قبل فوات الاوان، وقد فعل ...
الفصل الثامن ،يعود خالد الى بلده مصر بعد ان قضى 13 شهرا في السعودية ، جمع خلالها قدرا من المال لاباس به ، عاد وهو محمل بالهدايا لخطيبته واخيه ..هاتف حبيبته بعد زيارة قبري امه واخته ، لكن خطيبته صدمته عندما اخبرته برفض والدها له لم يرض ان يكون  زوجها له سوابق في السرقة  ، لقد رفض ان يزفها له ورضي ان يزوجها لصديقه الوحيد "محمود" ؟ فكان وقع الصدمة شديدا على خالد ..
الفصل التاسع ، يعلم البطل خالد ان من كان وراء تخلي صديقه محمود عن خطيبته هدير هي زوجة اخيه منصور، فقرر محمود ان ينتقم من خالد ويتزوج حبيبته فاتن وهو الذي دبر له مكيدة السرقة عندما كان في ارض الغربة ،ورغم ذلك لبى دعوته وحضر ليلة زفافه ليشاركه فرحته وشماتته في نفس الوقت...
  الفصل العاشر، في هذا الفصل الاخير يسدل الراوي الستار على احداث الرواية ويختمها بمشهد ماساوي حيث يقدم خالد على قتل زوجة اخيه عندما ضبطها نائمة مع احد الرجال في الفراش وسلم نفسه للشرطة ويزج به في السجن الذي قضى فيه عاما في انتظار الحكم عليه بالاعدام الذي نفد فيه بعد رحلة قام بها في ذكرياته ...وفجاة اذ بباب الزنزانة يفتح ويدخل عليه السجان ليقول له :
  "هيا ياخالد اليوم سيطبق عليك حكم الاعدام ...""

Share:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التسميات